في هذا الشأن، أكد السيد الوزير الأول أن الحكومة ماضية في تجسيد القرارات التي تم اتخاذها في هذا المجال، مشددا على ضرورة أن تتناسب الكميات المستوردة مع الحاجيات الحقيقية للبلاد من هذه المادة الأساسية، ملحا على أهمية تعزيز قدرات تخزين المحصول الوطني من هذا المنتوج.
وفي نفس السياق، طلب السيد الوزير الأول من القطاعات الممثلة على مستوى اللجنة ذات الصلة تقديم مقترحات عملية تمهيدا لاتخاذ قرارات تخص شعبا أخرى تثقل فاتورة الواردات و ترهق كاهل الخزينة العمومية.
من جهة أخرى، وعلى إثر تكليف السيد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بتفعيل اللجنة الوطنية واللجان المحلية الخاصة بإجراءات انتقاء وتوظيف اليد العاملة وتعزيز التكوين عن طريق التمهين في ولايات الجنوب، أمر السيد الوزير الأول خلال هذا الاجتماع برفع كل العراقيل الإدارية وتخفيف إجراءات توظيف الشباب على مستوى كل الشركات الناشطة بهذه الولايات.
في ذات السياق، كلف السيد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بتقديم مقترحاته في أقرب الآجال بشأن تشجيع تأسيس ونشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من خلال تقديم التسهيلات للشباب المستفيدين من مختلف آليات الدعم (ANSEJ, ANGEM, CNAC)، وإلزام شركات إنجاز المشاريع العمومية بتخصيص نسبة 20% لفائدة هذه المؤسسات الشبانية في إطار المناولة.
علاوة على ذلك، قرر السيد الوزير الأول مضاعفة عدد أطفال ولايات الجنوب المستفيدين من التكفل بهم على مستوى مراكز الاصطياف الساحلية لهذه السنة لتصل إلى 60 ألف طفل.
كما استمعت الحكومة لعرض السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي حول تقييم وأفاق البحث العلمي والتكنولوجي في بلادنا، تم من خلاله التنويه بالقدرات الكبيرة التي تتوفر عليها بلادنا في هذا المجال، لاسيما من خلال إرساء النظام الوطني للبحث العلمي والتطوير التكنلوجي في جوانبه المتعلقة بإنجاز هياكل البحث وتوفير الاعتمادات المالية وتحسين الية التمويل حسب الأهداف وتعبئة القدرات العلمية والبشرية. وفي هذا الموضوع، أكد السيد الوزير الأول على وجوب تثمين هذه الطاقات وتسخيرها لصالح التنمية الوطنية في جميع المجالات، لاسيما ما يرتبط منها بالرقمنة والعصرنة، داعيا كل القطاعات الوزارية لتقديم مقترحات عملية في غضون أسبوع تهدف إلى ضمان أحسن استغلال لنتائج البحث وتوفير الظروف المادية والاجتماعية ووسائل العمل الضرورية للباحث وكذا إقامة جسور تواصل دائمة بين عالم البحث ومجالات الاقتصاد والصناعة.
من جهة أخرى، ناقشت الحكومة وصادقت على مشروعي مرسومين تنفيذيين قدمتهما السيدة وزيرة البيئة والطاقات لمتجددة.
يحدد الأول كيفية إعداد المخطط التوجيهي للمجال المحمي والموافقة عليه ومراجعته، والذي يهدف، على المدى البعيد، إلى المحافظة على التنوع البيولوجي و تثمين التراث الطبيعي و الثقافي وتطوير أنشطة السياحة البيئية وكذا حماية وإعادة تأهيل الأنظمة البيئية التي أنشئ من أجلها المجال المحمي.
في تعقيبه، أكد السيد الوزير الأول على أهمية البعد البيئي في تنفيذ كل السياسات العمومية وعليه قرّر إعادة النظر في التكفل بهذا الجانب الذي قبل أن يكون التزاما دوليا فهو مسؤولية كبيرة على عاتق الجميع، من سلطات عمومية وباحثين ومختصين ومجتمع مدني، مبرزا بأن الحكومة ستضع في متناول قطاع البيئة كل الإمكانيات، وضمان مرافقته من طرف كل القطاعات الوزارية وفقا لخريطة وطنية واضحة المعالم يمتد تنفيذها إلى المستوى المحلي، وفي هذا الشأن تقرّر انشاء آلية على مستوى كل الدوائر الوزارية ذات الطابع التقني تتولى متابعة تجسيد هذه الخريطة.
كما طلب السيد الوزير الأول بمرافقة هذه الإجراءات بمتابعة ميدانية حثيثة والتطبيق الصارم للإجراءات الردعية في مواجهة كل مساس بالبيئة.
من جهة أخرى صادقت الحكومة على مشروع صفقة بالتراضي البسيط بين وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ومؤسسة عمومية مختصة من أجل نقل وإطعام المهاجرين غير الشرعيين في إطار عملية ترحيلهم نحو بلدانهم الأصلية
وفي الأخير، استمعت الحكومة إلى عرض قدمه كل من السيد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية والسيدة وزيرة الثقافة حول الاتفاقية المتعلقة بترميم القصبة التي تندرج في إطار القوانين الوطنية والمعايير الدولية ذات الصلة، لما لهذا المعلم الحضاري والمعماري والثقافي من أهمية والمصنف تراثا عالميا من طرف اليونيسكو.
كما تقرر وضع آلية متابعة على مستوى الوزارة الأولى تتولى التنسيق والإشراف والمتابعة بخصوص المحافظة على المعالم الحضارية وترميمها المنتشرة عبر التراب الوطني وعلى رأسها القصبات.