خلال حضوره مراسم العرض الرسمي لوشاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021، أكد وزير الاتصال، والثقافة بالنيابة، الناطق الرسمي للحكومة، السيد حسن رابحي أن "الجزائر تعيش مرحلة جديدة بالذهاب نحو انتخابات رئاسية..الآن تأكد عزم الجميع على حماية مؤسسات الدولة". حضر وزير الشباب والرياضة، السيد سليم رؤوف برناوي، ووفد موسع عن اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط برئاسة الجزائري عمار عدادي، ووالي وهران المنتهية مهامه، مولود شريفي، والمنتخبين المحليين وعديد الشخصيات الرياضية من رؤساء رابطات، ورياضيين سابقين في مختلف التخصصات الرياضية، تمّ أوّل أمس، بفندق ”الميرديان” العرض الرسمي للهوية البصرية الجديدة لألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2021.
تصدّر منصة الخطابة للكشف عن الشعار الجديد، وشرح مضمونه أمام الحضور الغفير والنوعي، المدير العام للطبعة الـ19 للألعاب المتوسطية بوهران، سليم إيلاس الذي ألقى كلمة ترحيبية، تضمنت شرحا للمعايير التي تمّ اعتمادها لإطلاق شعار الألعاب، مجدّدا افتخاره بـ«تولي منصب المسؤولية في ألعاب تجدّدت في الحضور، بعد 44 سنة عن أوّل مرة حطت فيها الرحال بالجزائر”، واعدا ببذل أقصى الجهود حتى تكون طبعة 2021 ”متميّزة، راسخة في أذهان رياضيي حوض المتوسط، وكل زائري مدينة الألعاب وهران”.
فسح المجال لمنير حمايدية، المدير العام لوكالة النشر والإشهار، لتقديم الشروح اللازمة بشأن الشعار المختار للألعاب المتوسطية بوهران، حيث أكد أنّ الشعار الذي تمّ تجديده، استلهم من الهوية الجزائرية، وتقاليد دول حوض البحر الأبيض المتوسط، مشير إلى ”أنّ فكرة التعويذة المقترحة، تمت دراستها بعمق حتى تتناسب مع عراقة مدينة وهران، وتاريخها الحافل، والضارب في جذور الثقافة المتوسطية، فهي واجهة لدول البحر الأبيض المتوسط”.
ارتياح للتطور التنظيمي
عقب تقديم ”الفيديو الترويجي” الخاص بالحدث الرياضي، وما رافقه من شروح، كشف عن الشعار الرسمي لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021 بوهران، الذي اختير له اسم ”وهرو”، وهو عبارة عن أسد حمل اللون الأبيض، أضيفت له سبعة ألوان أخرى، كدلالة راسخة على الهوية المميزة لمدينة وهران، (البنفسجي، الأحمر، الأزرق، البرتقالي، الأصفر والأخضر والأزرق الفاتح)، وقد لقيت هذه الهوية البصرية الجديدة لألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2021، إعجابا كبيرا لدى الحضور، خاصة أعضاء اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية، ومنهم رئيس لجنة المعاينة والتنسيق، برنار أمسلام، الذي اعتبر الهوية ”متطورة ومليئة بالحيوية، زادها الاختيار الصائب للألوان جمالا وجاذبية، وهو ما يبعث على الارتياح على تطوّر الأمور التنظيمية إلى الأحسن بمدينة وهران”.
وكانت الفرصة مواتية، بعد انقضاء مراسم العرض الرسمي لوشاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021، كي يعقد الوزيران حسن رابحي وسليم رؤوف برناوي ندوة صحفية مشتركة، تناولا فيها عديد الأمور ذات العلاقة بالحدث الرياضي، وكذلك ما تعرفه الجزائر من تغييرات تاريخية على عدة مستويات، حيث اعتبر وزير الاتصال حسن رابحي، أنّ تنظيم الألعاب المتوسطية بوهران سنة 2021 دلالة على المكانة التي تحظى بها الجزائر دوليا، وأضاف ”حضورنا رفع الستار عن شعار ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، شهادة على أنّها مدينة راقية، وتتوفّر على كلّ المرافق الكفيلة باحتضان هذا الموعد الرياضي الهام، ودليل على المكانة المحترمة التي تحظى بها الجزائر من قبل المجموعة الدولية”.
الجزائر تسير في طريق مستقيم
ورفض السيد رابحي أن تكون الجزائر في مفترق الطرق، كما جاء في سؤال أحد الصحفيين، حيث رد قائلا ”الجزائر تسير في طريق مستقيم، وفي مرحلة جديدة بفعل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر القادم، التي لامناص منها، وتعتبر مخرجا من الظروف العسيرة التي كان علينا أن نعيشها خلال الأشهر القليلة الماضية. لقد اتضحت الرؤى، وتأكد عزم الجميع على حماية مؤسسات الدولة، وألعاب البحر الأبيض المتوسط المزمع تنظيمها بوهران سنة 2021، ستكون فرصة لزوارها لاكتشاف الوجه الجديد للجزائر، المليء بالسكينة، والمستعد دائما للتفاعل مع كل شعوب المنطقة، ولما يحتكم إلى التعاون، والحوار والصداقة والمحبة، وبما من شأنه توفير شروط الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.
في حين أبرز وزير الشباب والرياضة برناوي الجهود الكبيرة، والإمكانيات البشرية والمادية المعتبرة التي سخرتها الدولة ”حتى تسترد ألعاب البحر الأبيض المتوسط بريقها بداية من الطبعة القادمة التي ستحتضنها مدينة وهران سنة 2021”، مبديا رضاه عن سير الأشغال في ورشات الإنجاز، مؤكّدا الدور الإيجابي للتدابير المتّخذة خلال الاجتماع الوزاري المشترك برئاسة الوزير الأوّل، وكذا الزيارات المتتالية لمختلف رؤساء اللجان المنبثقة عنه، وكذا تعيين سليم ايلاس مديرا عاما للألعاب المتوسطية، والذي وصفه بـ«الوجه الرياضي الناصع، المليء بالكفاءة والإرادة”.
وختم برناوي بالقول ”الدولة رصدت ميزانية معتبرة (600 مليون يورو) لبناء المنشآت الرياضية، وتحضير الألعاب، وستكون الجزائر حاضرة لإنجاز شيء كبير، وعظيم تحسبا لهذه الألعاب، والواقع يؤكد على أننا نتقدم إلى الأمام، رغم محاولات البعض إنكار ذلك، فكل الجزائريين معنيون بتقديم الإضافة، وتشريف بلادهم”.
زيارة خامسة ”مطمئنة”
للإشارة، كان للجنة المعاينة والتنسيق التي يرأسها برنار أمسلام، اجتماعات مع لجنة التنظيم، وخمس لجان مختصة متفرّعة عنها، ويتعلّق بالأمر بلجنة المالية والتنظيم الرياضي ولجنة الطب ومكافحة تعاطي المنشطات والتكنولوجيا ولجنة الاعتمادات والبرتوكول، وقيّم أمسلام زيارة لجنته أوّل أمس قائلا: ”تأكّدنا خلال هذه الزيارة أنّ ”الأمور تتقدّم بخطى ثابتة نحو الأحسن مقارنة بالزيارة السابقة شهر جويلية الماضي، اجتمعنا إلى اللجنة الطبية التي قامت بعمل رائع، ولجنة التكنولوجيا الرقمية بأرقى نوعية، وكذلك تخطيط المسابقات الرياضية متوزان، والأجهزة الرياضية، وبصراحة هذا طمأننا كثيرا، ويزيل تخوفاتنا، ويؤشّر على أنّ المشاريع الجاري إنجازها ستنتهي الصيف القادم، أي سنة عن الحدث المتوسطي”.
وكانت لجنة المعاينة والتنسيق مرفوقة برئيس الاتحادية الدولية لألعاب البحر المتوسط الجزائري، عمار عدادي، والأمين العام للجنة اليوناني ياكوفوس فيليبوسيس، وأعضاء لجنة المتابعة فاليري إينو، والتونسية الدكتورة زكية برطاجي، وينتظر أن تقوم اللجنة الموسعة للجنة التنفيذية بزيارة أخرى شهر ديسمبر القادم.