أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة أن المعركة التي يتعين على شباب الجزائر اليوم خوضها اليوم وكسب رهانها هي "معركة وعي" تتطلب منهم التسلح بالقيم الوطنية الأصيلة للحفاظ على أمانة الشهداء.
وفي رسالة له عشية الاحتفال بالذكرى 60 لعيد الاستقلال الوطني نشرتها مجلة الجيش في عددها لشهر جويلية الجاري قال الفريق شنقريحة أن "المعركة الحيوية التي يتعين على شبابنا خوضها وكسب رهانها هي معركة وعي, وهي معركة مصيرية وخطيرة لذا توجب التسلح بقيمنا الوطنية الأصيلة والحفاظ على أمانة الشهداء عبر النهل من مآثرهم الخالدة في ذاكرتنا الاجتماعية".
ودعا بهذا الخصوص إلى "الحفاظ على المكتسبات الثمينة المحققة منذ الاستقلال على أكثر من صعيد وتعزيزها والانخراط بقوة في مشروع النهوض بالوطن وتحويل الطموح المشروع لجزائر جديدة إلى واقع ملموس والذي سيتأتى بتقوية الجبهة الداخلية ولم شمل الأمة".
واعتبر أن هذه المناسبة تعد "من بين أهم المحطات التاريخية لبلادنا وهي فرصة لاستذكار تضحيات الاسلاف ممن قدموا تضحيات جسام لا تقدر بثمن" مبرزا أن
"إحياء هذه الذكرى العزيزة على قلوب الجزائريات والجزائريين يستدعي من الجميع الوقوف إجلالا وإكبارا وعرفانا لما قدموه كعربون للحرية والانعتاق من استعمار استيطاني بغيض".
واستطرد بالقول أن "شعبنا الأبي خاض ثورة تحريرية ملحمية تعتبر من أعظم الثورات التي خاضتها شعوب المعمورة وقد جسدت بطولة فريدة من نوعها في تاريخ الانسانية جمعاء" مشيرا الى أن ما حققته الجزائر عموما والجيش الوطني الشعبي خصوصا خلال 60 سنة من الاستقلال من "انجازات كبيرة على أصعدة عدة لا ينكرها الا جاحد".
وتابع قائلا : "وفاء لثورتنا العظيمة واصلت القيادة العليا لجيشنا مجهوداتها المضنية على نهج عصرنة وتحديث قدرات قوام المعركة, في ظل دعم السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني قصد بلوغ الأهداف المسطرة في المجال المذكور".
ولتنفيذ هذا البرنامج الطموح --يضيف الفريق شنقريحة-- "ركزنا على العنصر البشري الذي حظي بكل الرعاية والاهتمام والظروف التي تمكنه من أداء واجبه على أحسن وجه". وشدد بذات المناسبة على أهمية "تضافر كافة الجهود وتكاملها بين المنظومة التكوينية والعمل الميداني البحت وتحكم الافراد التام وعلى كل المستويات في العلوم العسكرية والمعارف العلمية والتكنولوجية, ما مكن مختلف تشكيلاتنا ووحداتنا من مواكبة التطورات التكنولوجية الحاصلة في المجال بطريقة مثلى ومن ثم الالمام بالمقتضيات العملياتية والقتالية للمعركة الحديثة".
وعاد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الى التأكيد على أن الجيش الوطني الشعبي
"مستمر في قطع اشواط كبيرة في مجال العصرنة وتطوير قوام المعركة الحديثة لبلوغ أقصى مستويات الجاهزية واكتساب عوامل القوة التي تمكنه من مواجهة أي تهديدات مهما كان نوعها وطبيعتها ومصدرها".
واعتبر الفريق شنقريحة من جهة أخرى النتائج التي حققها الجيش الوطني الشعبي خلال السنتين الاخيرتين في مجال مكافحة الارهاب "بالباهرة" مشيرا الى أنه "من باب الدفاع عن مبادئ ثورتنا الخالدة وترسيخ أمن بلادنا وصون سيادتها الوطنية وحماية حدودنا وحرمة أراضينا ووحدة شعبنا تقوم وحدات الجيش المنتشرة في ربوع بلادنا الغالية بعمل جبار لا يستهان به وهو عمل يستدعي التنويه والاشادة بأفرادنا البواسل في أداء واجبهم الوطني بنفس التفاني والعزيمة حفاظا على المصالح العليا لبلادنا".
واستعرض الفريق شنقريحة الدور الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال السياسة التي تبنتها القيادة العليا في السنوات الاخيرة بضبط "استراتيجية مدروسة تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتلبية حاجيات السوق الوطنية وتطوير القاعدة الصناعية للبلاد".
وأكد بهذا الشأن أن "النهج المتبع في مجال الصناعات العسكرية الوطنية أعطى دفعا للاقتصاد الوطني وجيشنا يتوجه لإضفاء المزيد من التطوير على الصناعات العسكرية", وهو ما سيعزز --مثلما قال-- "العلاقة الكامنة بين الجيش والشعب ويقوي اللحمة بينهما".
ونوه بدور جميع أبناء الوطن في حماية السيادة الوطنية قصد "الإعداد لمواجهة أي عدوان" معتبرا أن "دور المواطن هنا لا يقل أهمية عن ذلك المسند لجنودنا البواسل المرابطين في الثغور".
وأشاد الفريق شنقريحة أيضا ب"الدور الحيوي" للإعلام الوطني عموما والعسكري خصوصا في مجال توطيد العلاقة "جيش-أمة'' لتقوية "الوحدة الوطنية والانسجام الوطني ومواجهة الحملات المسعورة التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية ما يستدعي من شعبناخاصة فئة الشباب إدراك حجم وطبيعة المؤامرات الدنيئة التي تستهدف بلادنا عبر التسلح بالوعي الدائم والعمل دون هوادة على تجسيد وحدة الصف من أجل رفع كافة التحديات".