أكدت الجزائر عزمها على استكمال رسالة الشهداء في دعم كل الشعوب المناهضة للاستعمار وتجندها في الدفاع عن كل القضايا العادلة في العالم ليسود السلم والأمن والعدل، بمناسبة الملتقى الدولي حول أصدقاء الثورة الجزائرية المنظم اليوم الثلاثاء تحت شعار: "الثورة الجزائرية: موطن إشعاع للقيم الإنسانية وجسر للصداقة بين الأمم"
وجاء في رسالة وفاء وجهتها الجزائر إلى أصدقاء الثورة الجزائرية المشاركين في الملتقى، وقرأها وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة: "إن الجزائر لا تنسى فضلكم والتزامكم الثابت في هذا المسعى النبيل، ذلك أن الجزائر التي اكتوت بالأمس بنيران الظلم والطغيان، وعانى شعبها المكافح من الظلم والاستبداد، تأخذ اليوم على عاتقها استكمال رسالة الشهداء في دعم كل الشعوب المناهضة للاستعمار".
وأضاف أن "الجزائر تبقى مجندة في الدفاع عن كل القضايا العادلة في العالم ليسود السلم والأمن والعدل بفضل تآزركم وتضامنكم بالأمس، وحضوركم المشرف اليوم وذكراكم العطرة غدا وأبدا يا أحرار العالم الأوفياء لحبيبتكم الجزائر الغالية وشعبها الكريم الأبي الذي يكن لكم صادق العرفان وخالص الامتنان، وهو فخور بكم على الدوام".
"أنتم من سجلتم أسماءكم بحروف من نور في قلوب الجزائريين وعقولهم --يقول السيد ربيقة-- ونلتم بتضحياتكم الجسام وإخلاصكم لقضيتنا بالأمس كل المحبة والامتنان في لحظة كانت ثورتنا في أمس الحاجة لمن يستشعر عدالتها ومعاناتها ويقف إلى جانبها، ويقدر تضحيات شهدائها الأبرار، وكنتم صناعا لمجدها ومضربا للمثل في البطولة والفدى ومثالا في الالتزام بالحس الانساني ونصرة الحق والدفاع عن المبادئ السامية".
وتابع الوزير قائلا: "وها أنتم بحضوركم بيننا اليوم، والجزائر تعيش عيد الاستقلال في ذكراه الستين، تحيون فينا مرة أخرى الشعور بالفخر والاعتزاز لأنكم كنتم ومازلتم إخوانا لنا لتبقى مواقفكم في ذاكرتنا خالدة ومكانتكم في قلوبنا محفوظة وهو ما يجعل مسؤولياتنا حيالكم واجبة وذكراكم في أنفسنا شعلة نجدد بها التزامنا وعهدنا بالوفاء لكم".
ولفتت رسالة الجزائر إلى أن "ثورة التحرير آمنت بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وأدركت بأن الإنسان هو القيمة، ولهذا تقف الجزائر اليوم بكل إجلال وإكبار أمام أرواح الشهداء الأبرار الذين قضوا في ميدان الشرف دفاعا عن حرية الوطن وسيادته وعن الكرامة التي تظل غاية كل إنسان في هذا الوجود".
للإشارة، تتواصل غدا الأربعاء أشغال هذا الملتقى الذي أشرف على افتتاحه الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان والمنظم من قبل وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج.
وتدور محاور هذا اللقاء الدولي، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وهذا في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال60 لاسترجاع السيادة الوطنية، حول القيم الإنسانية في مواثيق الثورة الجزائرية ودورها في نسج العلاقات مع أمم العالم وكذا مساهمة أصدقاء الثورة في دعم كفاح الشعب الجزائري، إضافة إلى مقاربات تحصين وبعث تجربة أصدقاء الثورة الجزائرية.